زيارة ترمب- اعتزاز سعودي، شراكة إستراتيجية، ومكانة دولية متنامية

المؤلف: خالد السليمان09.14.2025
زيارة ترمب- اعتزاز سعودي، شراكة إستراتيجية، ومكانة دولية متنامية

لو أمكن ابتكار جهاز لقياس نبض الشعوب، لأظهر ذروة فخر السعوديين في الأيام الخوالي بوطنهم الغالي، وهم يصغون إلى كلمات الرئيس الأمريكي ترمب المشيدة ببلادهم، والتي رفعتها إلى مصاف النجوم، ويتابعون أخبارًا وصورًا لتوقيع الاتفاقيات والتفاهمات الإستراتيجية التي ترسخ مكانة المملكة وتأثيرها في المحافل الدولية!

لقد تكللت الزيارة بالنجاح، وما رافقها من لقاءات وإعلانات، في إبراز نجاعة السياسة السعودية في تنظيم علاقاتها مع الدول الصديقة والحليفة، وتسخيرها لتقوية إمكاناتها وتحقيق غاياتها، بل ومصالح حلفائها ومنطقتها قاطبة، كما تجلى ذلك بوضوح في قرار الرئيس الأمريكي برفع العقوبات عن سوريا بناءً على طلب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهو قرار يعكس ثقة رئيس أقوى دولة في العالم برؤية الأمير الشاب الثاقبة، وإدراكه العميق للمصلحة الإقليمية، وما فيه خير للشعب السوري الشقيق، الذي اكتوى بنيران المعاناة طويلًا، وحان له أن يستنشق عبير الحرية ويستعيد الاستقرار وينعم بالحياة الكريمة!

لقد كان جليًا أن الرئيس ترمب يمضي أوقاتًا ممتعة في ربوع المملكة، فقد تجلى الارتياح على وجهه في كل محطة من محطات الزيارة وفعالياتها البارزة، كما أن حجم الوفد المرافق وأسماء الشخصيات المرموقة التي ضمها، يعكس الأهمية البالغة التي يوليها لهذه الزيارة، وحرصه الشديد على تحقيق أهدافها المنشودة، بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز دور المملكة كحليف سياسي إقليمي راسخ وشريك اقتصادي دولي فاعل في إرساء دعائم الاستقرار والسلام!

لقد شهدت العلاقات السعودية الأمريكية تاريخًا حافلًا بالتحالف المتين الذي صمد في وجه جميع التحديات والأزمات، وظل شامخًا عبر مختلف المراحل والمنعطفات، وذلك بفضل القناعة الراسخة لدى قادة البلدين، على مر العصور، بأهمية العلاقة الإستراتيجية وانعكاسها الإيجابي على مصالحهما المشتركة، والرئيس ترمب الذي سبق له زيارة الرياض في ولايته الرئاسية الأولى، جاء هذه المرة وهو على دراية كاملة بالمملكة وشعبها المضياف، لذلك اختصر الكثير من الوقت والجهد للوصول إلى تفاهمات بناءة تحقق مصالح البلدين الصديقين والمنطقة والعالم أجمع في العديد من الملفات السياسية والاقتصادية الحيوية، وهو ما أثمرته الزيارة بالفعل، استنادًا إلى التفاهمات والاتفاقيات الموقعة والمعلنة!

وخلاصة القول، كانت السعودية ولا تزال وستظل، بحكم موقعها المحوري ودورها القيادي، صمام الأمان وعامل الاستقرار والسلام في المنطقة، كما أنها تعزز يومًا بعد يوم مكانتها المرموقة وتأثيرها المتنامي في العالم بأسره!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة